حرارة مرتفعة وأجساد منهكة وأصوات مبحوحة تحاول بكل ما أوتيت من قوة إيصال رسالة واحدة "ضرورة قطع العلاقات مع إسرائيل والقصاص لدم شهداء الحدود"، كان هذا هو المشهد أمام السفارة الإسرائيلية بعد مقتل 6 جنود مصريين على الحدود المصرية بنيران صهيونية أمس الأول، الصيام لم يمنعهم عن الذهاب لإيصال رسالتهم التى تتمثل فى الشعارات التى يرددوا ضد إسرائيل.
مشهد الاعتصام خلا من أى صراعات سياسية معروفة ولم تظهر شعارات لأحزاب بعينها أو قوى بعينها فالجميع اتفق على مبدأ واحد طرد السفير، ولعل من أهم المفارقات بين الاعتصام أمام السفارة الإسرائيلية، وبين الاعتصام فى ميدان التحرير هو غياب اللجان الشعبية، وهو ما فسره البعض بقلة عدد المشاركين، ويضاف إليها غياب " المنصات"، حيث اكتفى المعتصمون بالوقوف على قطعتين حديديتين لترديد الشعارات دون استخدام ميكرفونات.
المعتصمون يقومون بتقسيم نهارهم ما بين ترديد الهتافات وقراءة القرآن، تقول رشا علوانى أحد المشاركات والعضو بحزب العدل" أشارك فى الاعتصام اليوم حبا فى بلدى مصر، وليس انتمائى لأى حزب أو جماعة سياسية، فما حركنى هو ما يحدث لأبنائنا على الحدود، ويتكرر أمام أعيننا منذ فترة ولا يكترث أحد لهم، وإذا كان النظام السابق يتوقف عن محاسبتهم بمنطق انه حليفهم فلم يعد هذا موجودا الآن ".
رشا تأتى الاعتصام يوميا منذ الصباح وتقول "أحاول استغلال الوقت أثناء تواجدى فى قراءة القرآن خاصة أننا فى العشر الأواخر من رمضان ولا أريد تضييع الوقت فيهم".
على مسافة بعيدة تقف سحر سلامة التى ظلت تردد "مش هنديكم غاز هنولع فيكم بجاز"، سحر لا تنتمى لأى حزب سياسى وتشارك فى الاعتصام من لإيمانها بضرورة القصاص للشهداء، قائلة " نهارا يكون الإعتصام فى الغالب غير منظم لأن الأعداد تكون قليلة خاصة وأن معظم المشاركين لا ينتمون لتيارات سياسية وغير منظمين لذا يقتصر الأمر على ترديد الشعارات أما فى الليل فتجتمع أعداد أكبر من السياسيين المنظمين".
قطع حديثى مع سحر مشادات كلامية واختلافات بين المتظاهرين حول ترديد شعارات تنتقد المجلس العسكرى ففى حين أصر عدد من المعتصمين انتقاد المجلس العسكرى وتحميله مسئولية ما يحدث رفض البعض الآخر هذا واخذ يردد شعارات" الجيش والشعب إيد واحدة".
فى نفس الوقت ظل عبيد صالح - أحد المعتصمين - يردد "حى على الفلاح"، عبيد الذى أتى من محافظة المنيا للعلاج من مرض الكبد، قرر المشاركة فى المظاهرة أثناء ذهابه للمستشفى، قائلا " أشارك للتأكيد على قوة بلدنا فنحن لسنا ضعفاء ليقتل الصهاينة جنودنا على الحدود بهذه الصورة، سأستمر معهم فى الاعتصام وسأذهب للمستشفى فى أى وقت آخر".
مقر الاعتصام لم يخلُ من تواجد الأطفال كما كان يحدث فى الاعتصامات خلال الفترة الأخيرة، حيث قفز زيد على كتف والده وهو يردد "الشعب يريد إسقاط كامب ديفيد".